الثقة لا تُمنح... تُبنى

عندما تختفي الثقة من بيئة العمل، لا يُعلن ذلك في بيان رسمي، بل يبدأ الانسحاب الصامت.

فقدان فريق العمل لثقة القائد لا يحدث فجأة، بل يتسلل عبر مجموعة من المؤشرات السلوكية والتنظيمية الدقيقة، والتي يجب على كل مدير واعٍ أن ينتبه لها ويتعامل معها مبكرًا. فالثقة لا تُمنح، بل تُبنى وتُصان كل يوم.

فيما يلي أبرز المؤشرات التي قد تنبئ بتآكل الثقة داخل فريقك:

أولًا: مؤشرات سلوكية من الفريق

• انخفاض التواصل المباشر:تلاحظ قلة في الحديث الصريح أو تراجعًا في مشاركة الأفكار والملاحظات كما كان سابقًا.

• كثرة الموافقة الصامتة:يوافق أعضاء الفريق على قراراتك دون نقاش حقيقي، ما يشير إلى فقدان الثقة في جدوى إبداء الرأي.

• تراجع روح المبادرة:قلة الحماس للمبادرة أو التطوع لتنفيذ المهام الإضافية.

• زيادة التذمر والنميمة الجانبية:تنتشر الشكاوى أو التعليقات الساخرة في الكواليس بدلًا من مواجهتها بشفافية.

• عدم طلب المشورة:يفضل الفريق حل المشاكل بأنفسهم أو عبر زملائهم، بدلًا من الرجوع إليك.

  
  

ثانيًا: مؤشرات على مستوى الأداء والتنظيم

• انخفاض جودة العمل:تراجع الالتزام بالجودة أو بالمواعيد النهائية، مع غياب الشعور بالمسؤولية.

• ارتفاع معدلات الغياب أو التأخير:مؤشرات على فقدان الحافز والشعور بالانتماء.

• زيادة الاستقالات أو طلبات النقل:علامة حمراء تشير إلى بيئة عمل غير صحية.

• ضعف التفاعل في الاجتماعات:برود في الحوار، أو تجنب المشاركة الجادة.

• ضعف الالتزام بالتوجيهات:تنفيذ جزئي، أو أحيانًا متعمد، للتعليمات والقرارات الإدارية.

  
  

ثالثًا: مؤشرات ضمنية وغير مباشرة

• تغيير نبرة الحديث:تظهر لهجة رسمية وجافة، رغم الحفاظ على الشكل الخارجي للاحترام.

• عزل القائد عن الروح الجماعية:التوقف عن دعوته للمناسبات الاجتماعية أو الأنشطة غير الرسمية للفريق.

• غياب الدفاع عنك في غيابك:لا تجد من يحمي صورتك أو يوضح قراراتك عندما تُنتقد أمام الآخرين.

  
  

ختامًا

الثقة ليست سلعة تشتريها، ولا موقعًا تستحقه لمجرد اللقب الوظيفي.هي رصيد يومي تُراكمه بسلوكك، وعدلك، واحترامك لعقول وكرامة من تقودهم.فإن بدأت مؤشرات الانسحاب الصامت بالظهور، فقد حان وقت المراجعة... لا الدفاع.