الحقيقة المسكوت عنها في صناعة الاستراتيجية : قراءة في رأي غاري هاميل
- Khalid Almariee
- May 14
- 2 min read

"السر القذر لصناعة الاستراتيجية أنها لا تملك نظرية حقيقية لإنتاج الاستراتيجية."— غاري هاميل
في عام 1997، كتب المفكر الإداري المعروف غاري هاميل مقالًا أثار الانتباه، تساءل فيه بصراحة نادرة: هل نملك فعلاً نظرية متماسكة لكيفية نشوء الاستراتيجية؟رغم وفرة الأدوات التحليلية والنماذج الأكاديمية، فإن ما نُسمّيه غالبًا "استراتيجية" لا يتجاوز في كثير من الأحيان تجميعًا من التوقعات الرقمية، وتحليلات السوق، وخطط التنفيذ المجدولة.
لكن هاميل يذهب أبعد من ذلك. فهو يرى أن صناعة الاستراتيجية، بما تحمله من مظهر علمي رصين ، تخفي في عمقها فراغًا مفاهيميًا: غيابٌ لمنهج واضح يُفسّر كيف تولد الأفكار الكبرى التي تُغيّر قواعد اللعبة.
هل الاستراتيجية تحليل... أم خيال؟
وفقًا لهاميل، لا تُولد الاستراتيجية من التحليل وحده، بل من التخيّل الخلّاق. من القدرة على التشكيك في المسلمات، وطرح الأسئلة غير المتوقعة:
ماذا لو انقلبنا على الطريقة التقليدية للعمل؟
ماذا لو أصبح العكس هو القاعدة؟
لماذا لا نكون نحن السبّاقين؟
هذا النوع من التفكير لا يُدرَّس غالبًا في كليات الأعمال، ولا يُشجَّع في مؤسسات يُغلّفها الحذر الإداري.
في السياق العربي: ما الذي ينقصنا؟
في العالم العربي، كثيرًا ما نستخدم كلمة "استراتيجية" بوصفها synonym لكلمة "خطة"، أو كعبارة فضفاضة تُضفي نوعًا من الجدية على الوثائق الرسمية.وفي خضم التحولات الكبرى التي تشهدها منطقتنا، برزت عشرات المشاريع والمبادرات تحت لافتات "استراتيجية"، دون أن تكون نابعة من رؤية فارقة، أو تصور تخييلي مختلف للواقع والمستقبل.
ما نحتاجه، ربما، ليس المزيد من الخطط، بل أطرًا فكرية جديدة تُساعدنا على مساءلة الواقع، ورؤية ما وراء الأرقام، والانطلاق من البيئة المحلية في طرح الأسئلة، لا في تقليد الإجابات المستوردة.
نحو نظرية عربية في إنتاج الاستراتيجية
لن تتشكل نظرية عربية في التفكير الاستراتيجي ما لم نبدأ أولاً بنقد أدواتنا ومفاهيمنا الحالية.وما لم نسمح بتعدد الأصوات، وتشجيع التفكير الحر، والقبول بأن الفكرة العظيمة قد تأتي من خارج الدائرة المعتادة لصنع القرار.
نحن بحاجة إلى توطين الاستراتيجية بوصفها ثقافة عقلية، لا مجرد وظيفة تنظيمية.حينها فقط، يمكن أن ننشئ شيئًا يشبه "نظرية محلية" لإنتاج الاستراتيجية، مستمدة من بيئتنا، ومتصالحة مع خصوصيتنا، وجريئة في تخيل مستقبلها.
رابط المقال لغاري هاميل : https://www.business-standard.com/article/specials/the-dirty-little-secret-of-strategy-197051301096_1.html
Comments