السياحة والسلامة العامة: التكامل الاستراتيجي
- Khalid Almariee
- May 20
- 2 min read

مع التوسع المتسارع لقطاع السياحة في مناطق مثل المملكة العربية السعودية، لم تعد السلامة العامة مجرد قضية أمن وطني، بل أصبحت عاملًا حاسمًا في تعزيز ثقة الزوار ودفع نمو القطاع بطريقة مستدامة.
نجاح أي برنامج تطوير سياحي لا يعتمد فقط على مدى جمال أو غنى الوجهة ثقافيًا وترفيهيًا، بل على مدى شعور الزائر بالأمان والاستعداد التنظيمي من لحظة وصوله حتى مغادرته.
عندما يسافر الناس، فإنهم يحملون معهم توقعات واضحة: يبحثون عن الاسترخاء، والمغامرة، والتجربة، ولكن ضمن بيئة موثوقة وآمنة.هذه الثقة لا تُبنى من خلال الحملات الترويجية فقط، ولا عبر تدريب موظفي الاستقبال، بل عبر طبقات متكاملة من الحماية تشمل ما يلي:
✔️ أنظمة استجابة طارئة فعّالة
✔️ بروتوكولات واضحة وسهلة الفهم
✔️ كوادر مدرّبة ومؤهلة
✔️ تنسيق فعّال بين الجهات المختلفة
ما نفتقده اليوم هو وجود تكامل استراتيجي فعلي بين الجهات السياحية، الأجهزة الأمنية المحلية، وشركات إدارة المخاطر من القطاع الخاص. هذه الأطراف غالبًا ما تعمل بشكل منفصل، ولا تلتقي إلا عند وقوع مشكلة. وهذا تأخر قاتل.
علينا أن نُعيد تعريف السلامة كجزء مصمم ومندمج في تجربة السائح، لا كخدمة طارئة. ويتطلب ذلك:
إشراك خبراء السلامة في مرحلة تصميم المناطق السياحية
ربط البيانات بين تدفق السياح، المواسم، وأنماط المخاطر المحتملة
تمكين القطاع الخاص من أداء دور شريك استراتيجي وليس مجرد "متعهد" أمني
المناطق السياحية ليست كيانات جامدة، بل تتغير ديناميكياتها باستمرار. قد يتحول حي هادئ إلى نقطة جذب خلال أيام بسبب فعالية أو حتى منشور في وسائل التواصل.وهذا يستدعي إستراتيجية مرنة، استباقية، قابلة للتحديث، وقائمة على التنسيق اللحظي والمستمر.
تملك المملكة العربية السعودية، ضمن رؤيتها الطموحة 2030، فرصة ذهبية لتصميم نموذج جديد للدمج بين السلامة والسياحة. نموذج يأخذ في اعتباره الثقافة المحلية، والبيئة الجغرافية، وأولويات الحوكمة.نموذج يزاوج بين كرم الضيافة التقليدي، ومستوى الجاهزية الحديثة.
ثقة الزوار لا تُبنى عند نقاط التفتيش.بل تُبنى حين يشعر الزائر أن كل شيء يعمل بسلاسة، وأن الأمان موجود دون أن يُفرض أو يُخيف.
Kommentare