top of page

تنفيذ الاستراتيجية لا يحتاج استعراض ... بل يحتاج الحقيقة

في كثير من المؤسسات، تُفشل الاستراتيجيات بهدوء قبل أن تُعلن إخفاقها بصوت عالٍ. لا لأن الرؤية كانت خاطئة، بل لأن القادة لم يحصلوا على إشارات دقيقة في الوقت المناسب، أو تلقّوا تقارير تخفي أكثر مما تُظهر.

في الاجتماعات الدورية، تُعرض المؤشرات، تُلمّع الشرائح، وتُزيّن التقارير بالألوان المطمئنة. يبدو كل شيء على ما يرام. لكن الحقيقة غائبة.وهنا تكمن المشكلة: الاستراتيجية لا تحتاج إلى استعراض مذهل بل إلى مرآة صافية.


التقارير ليست إجراءً شكليًا

تحديثات الأداء ليست مجرد "مربعات يتم التأشير عليها"، بل هي أدوات لاتخاذ القرار. عندما تكون دقيقة وغير محجوبة، فإنها تمكّن القيادة من:

  • معالجة التداخلات بين الإدارات والفرق قبل أن تتفاقم

  • تبرير الميزانيات وتحرير الموارد بثقة وشفافية

  • توجيه الاستثمار نحو القدرات والأدوات والفرق التي تُحدث فرقًا فعليًا

  • تعديل نطاق العمل أو الجدول الزمني في الوقت المناسب، قبل أن يصبح التغيير مكلفًا أو مستحيلاً


عندما تُجمّل التقارير، تتأخر الأضرار وتتضاعف

الخطورة في تزييف الواقع ليست في لحظة التجميل، بل في تأجيل المواجهة.تأخير المشكلة لا يُلغيها، بل يُكبّرها.وعندما لا يرى القادة الواقع بوضوح، تصبح قراراتهم مبنية على أوهام.


النتائج؟

  • ارتفاع التكاليف بسبب التصحيح المتأخر

  • انحدار الثقة بين الفرق

  • اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر على النتائج النهائية

  • انحراف الاستراتيجية عن أهدافها دون أن يلاحظ أحد


نريد ثقافة ترى الحقيقة... لا تتجنبها

إن بناء ثقافة تعتمد الحقيقة كأساس للتنفيذ يتطلب:

  • تشجيع الشفافية مهما كانت النتائج

  • فصل التقييم الواقعي عن ثقافة اللوم

  • تمكين فرق العمل من الإبلاغ عن العوائق بلا خوف

  • تبسيط أدوات التقارير بحيث تعكس الواقع لا تضلله

في بيئة كهذه، يصبح "قول الحقيقة" عادة تنظيمية، لا مجازفة فردية.


الخلاصة: الاستراتيجية القوية تُبنى على الوضوح لا على التجميل

التنفيذ ليس عرضًا لتجميل الأرقام أو تهدئة الإدارة.التنفيذ الحقيقي يحتاج إلى جرأة الصراحة، ونضج في التعامل مع المشكلات، وثقة بأن قول الحقيقة هو أسرع طريق للنجاح.

دعونا نُخرج "التمثيل" من قاعات الاجتماعات.ولنُدخِل بدلاً منه وضوحًا يحترم العقول، ويقود القرار، ويصنع النتائج.


Comentários


bottom of page