البساطة وطموح المتواضع في “بركةٍ أصغر للسباحة”
- Khalid Almariee

- Jul 19
- 1 min read

إن الحديث عن “بركةٍ أصغر للسباحة” ليس مجرَّد استعارة، بل فلسفةٌ في الحياة يختارها كثيرون من ذوي البساطة عمدًا لا عن جهل. فهم يرون في تقليص نطاق طموحاتهم ودوائر مخاوفهم سبيلًا إلى الراحة النفسية وتجنُّب خيبات الأمل.
أولًا، لا ينبغي لأحد أن يغتر بكفاءةٍ جاءت بفرصةٍ مواتية وبعض الحظ، فجعلت لصاحبها موقعًا مرموقًا مبنيًا على الصدفة. فحين يرتكز النجاح على محض ظروفٍ عابرة، يظل احتمال تدحرج الأداء أو تبدل الحظ قائماً، وقد يسقط من ظنّ أن مجده قائم على قدراته وحدها.
ثانيًا، اختار بعض الناس - وُصفوا بالبسطاء- هذا النمط في حياتهم بعدما استمعوا إلى صوتٍ داخلي يدعو إلى ضبط الرغبات وتقليصها. وقد ذكر جان جاك روسو أن ضبط النهم نحو المال والجاه سبيلٌ لاسترجاع السلام الداخلي، إذ يجعل تقليص الاحتياجات المرء أكثر قدرةً على الاعتماد على نفسه وأقل تأثرًا بتقلبات العالم.
ثالثًا، “بركة أصغر للسباحة” لا تعني ضيقَ الأفق، بل بلاغة الحلم المناسب لقدرات الفرد وظروفه. فمن يوقف نفسه عند حدودٍ واقعية يستطيع تحقيق تقدُّمٍ ثابت بدل الانجراف وراء سراب يتعذّر بلوغه.
أخيرًا، يبقى سؤال الاتزان قائمًا: كيف يجمع المرء بين طموحٍ مشروع يدفعه إلى الأمام وبين بساطةٍ ترضيه بما لديه؟ وفي غالب الأحيان تُكمن الإجابة في وعي الفرد بأهمية الاختيار الواعي. فكلما ازداد إدراكه لمعنى الحدّ من الرغبات، ازداد احتمال استقراره النفسي وثباته أمام ريح التنافس.




Comments